في فترة من فترات القرن الثالث (قبل الميلاد)، أستوطنت قبيلة إسمها (باريزي) جزيرة صغيرة موجودة وسط نهر السين، وبنت حصن دفاعي حولها، وفادهم كثير هالحصن لأنه صد كل محاولات الإجتياح لقريتهم، بس هيّن، طبوا فيهم الرومان سنة 85 (قبل الميلاد)، وسمّوا مستعمرتهم الجديدة (لوتيشيا) يعني منطقة المستنقعات، وكرّشوا ربعنا (أهل باريزي) وحطوهم بضفة النهر اليسرى بمنطقة تعرف إلى اليوم بإسم الحي االلاتيني، و بنى الرومان الشوارع والمباني على الطراز الروماني العريق وحولوها إلى مدينة رومانية تقليدية مع جسور توصّل الجزيرة بضفتي نهر السين، ومازالت بعض آثارها موجودة إلى اليوم، عموما، ماطوّلت باريس الرومانية، في عام 481 (هالمرّة بعد الميلاد) أجتاحتهم قبيلة من وسط أوروبا إسمها قبيلة الإفرنج، وهي سلف حبايبنا الفرنسيين الحاليين، حتى لو تسأل أي باريسي وتقوله وش تعوّد؟ يقولك (إفغونج)
كبرت باريس وأزدهرت على مدى مئات السنين وأزدادت جسورها وطرقاتها وأصبحت مركز تجاري مهم، زينوا ديرتهم لين صارت عرضة للهجمات، وصاروا (الفايكنج) و(الإنجليز) يمثلوا أكبر الأخطار عليهم، إلين جا الذيب، الملك (فيليب أوغست)، كان ملك ذهين وفطين، وبنى سور دفاعي كبيييير حول باريس كلها بإرتفاع 9 أمتار وسمك مترين ونص، وموجود لهالأيام بعض آثار هالسور في بعض شوارع باريس، وفوق هذا بعد، بنى حصن ثاني دفاعي خاص فيه (أفا .. توّنا بنقول ذيب .. أثره ذروق)، وكان هالحصن عبارة عن قصر ملكي ضخم، متبقي منه جزء صغير موجود بمتحف اللوفر، وبسبب هالحماية إللي أمّنها السور، طبوا خلق الله بهالمدينة وصار يسكن باريس أكثر من 300 ألف شخص، صاحبنا فيليب مات خلاص عام 1223، وصرنا هالحين بعام 1290، وجاهم عدو جديد، بس هالمرة مافادهم سور فيليب سبع البرمبه، لأن العدو جاهم من داخل السور!!! هالعدو إسمه ...
الجفاف
هاك الأيام، أيام القرون الوسطى، كان نهر السين يجف في الصيف، وعلى الرغم من كونه ملوث، كان هو مصدر المياه الوحيد للباريسيين، المهم، بهالسنه (1290) ماعاد فيه مياه لانظيفة ولاملوثة، طيب؟ وش السواة؟ الناس راح تموت!! أوبالأحرى باريس راح تموت!!
جاهم بعض الرهبان (وأنقلها هنا زي ماسمعتها بديسكفري، لأني مادري والله وش علاقتهم فيه) ولقولهم شوية ينابيع يطلع منها ماء صافي، أنشأوا على إثرها شبكة قنوات مياه على عمق 6 أمتار تحت الأرض لجر هالمياه إلى وسط باريس، ولايزال قسم من هذي القنوات موجود لهالحزّة بطول 800 متر، وحلوا المشكلة بشكل مؤقت، إلين سنة 1815، يوم جا طير شلوى (لوي دومينيك جيرار) وأنشأ محطات ضخ للمياه تجي من الأرياف (95 كم شرق باريس) عن طريق القناة إلى وسط باريس، وإلى هاليوم مستمرة هالمضخات على حطة يد النشمي! تخيّل!! 200 سنة وهالمضخه شغاله زي الورد!! وش أقول بس؟ صورة مع التحية لربعنا.
في عام 1789 وبعد ما أنتهت ثورة الأموات (ثورة الأموات؟!! إيييييه .. إصبر علي شوي، راح تعرف بعدين وشي هالثورة) المهم، بعد ما أنتهت ثورة الأموات قامت ثورة الأحياء، عمت الفوضى الدموية وصارت شوارع باريس في قبضة العصابات العنيفة، (كلّوا يأطّع في بعضوا)، وهاجموا سجن (باستيل) الشهير وحرروا السجناء، وتمت ملاحقة الأرستقراطيين وربع الملك وسجنوهم وأعدموهم خلال فترة مروعة تعرف باسم (حقبة الرعب).
وفي سنة 1804، توج نابليون بونابارت نفسه إمبراطورا على فرنسا، وبنى قوس النصر تكريما لإنتصاراته العسكرية، حتى بلغ عدد سكان باريس مليون نسمة في سنة 1850، وأختنقت المدينة بكثرة السكان في مساحة ضيقة، ألين جا نابليون الثالث (ولد أخو نابليون .. فيدنا ماغيره) وسوّى أعظم تأثير في باريس الحديثة، رسم خطة جديدة لتغيير شكل باريس، وهدفت لبناء شوارع عريضة وتحسين حركة السير وإفراغ الأحياء الفقيرة اللي عشش فيها الإضطراب والعنف، وأوكل هالمهمة للباشمهندس (يوجين هاوسمان)، وفي شارع كبير بإسمه هالأيام ، وأوعى (على قول إخواننا المصريين) تدل أهلك عليه، طع شوري، إسمع كلامي بدون ماتسأل، أهلنا قيدهم مصابين بمرض الشرا شافاهم الله، من الله خلقهم، لكن لامرّوا من هالشارع، يجيهم الهوس، المهم ، خوينا هذا (هاوسمان) أشترى بيوت الفقارى ونقلهم لضواحي المدينة، وأنشأ جادات عريضة ووسّع أخرى كجادة الشانزيليزيه، أشهر جادة في العالم، وخلال أقل من 30 سنة، أعاد (هاوسمان) رسم خريطة باريس بشكل جذري، ووصّلت جاداته الجديدة كل أقسام المدينة للمرة الأولى، وبنى متنزهات، وأصبح للباريسيين لأول مرّة أماكن عامة يتمشون فيها، ووسّع حدود المدينة عشان يشجع المزيد من الناس على القدوم لباريس، مادري ليش جدي الله يهديه ماتشجع .
عانت باريس الكثير من حرب المائة عام الشهيرة مع الإنجليز، وفي عام 1940، جولك جنود هتلر النازيين ومشوا على جادات (هاوسمان) العريضة إلى وسط باريس، وأنتهت فترة إحتلالهم بعد أربعة سنوات على يد الجنود الأمريكان، وفي السنوات التالية للحرب، رجعت باريس العاصمة المرغوبة والفخمة، وتحت الأرض، صار هناك قطارات أنفاق (مترو) وقطارات تنقل سريعة (RER) توصل العاصمة بالضواحي، وفوق سطح الأرض، صارت المدينة شبه متجمدة في الزمن حيث تذكرنا شوارعها ومبانيها بإنجازات الباشمهندس ماغيره (يوجين هاوسمان)، إلى أن تم بناء برج (تور موغباناس) في وسط أقدم مقاطعات باريس سنة 1972، وكانت محاولة شجاعة لباريس للدخول إلى القرن العشرين، لكن مانالت إعجاب الكثير بسبب الموقع الغير مناسب والتصميم الباهت جدا، طقت براس الحكومه وقالوا ماعاد ينبني فباريس أي برج ثاني، خلاص قفّلت معاهم، أصلا حتى لو يبون .. ماراح يقدرون لأن تحت المدينة آلاف الخنادق اللي ياما حفروها وطلعوا منها الحجر الرملي عشان يبنوا الكثير من مباني باريس وجسورها ، ومنها جسر(بون أوف)، أقدم جسور باريس وإللي يبلغ طوله 270 مترا وأمر ببناءه هنري الرابع عام 1589، وبهالمناسبة السعيدة، نذكر أحدث جسر وهو جسر (سولفيرينو) وطوله 100 متر ............... وش كنت أقول؟ هاه .. الخنادق والأنفاق إللي تحت باريس، والله ياهي كثيره، لدرجة إنهم شبهوا الأرض الواقعة تحت باريس بالجبن السويسري، إللى مليانه خروم، تخبرون توم وجيري؟ أبد مثل الجبنة إللي يندس فيها جيري، وفوق هذا بعد، وبسبب بنيتها الجيولوجية، معظم الطبقات الصخرية تحت باريس هشة جدا وماراح تتحمل ثقل الأساسات اللازمة لناطحات السحاب، عشان كذا، كل مباني باريس الشاهقة موجودة خارج نطاق وسط المدينة،...
( منقووووووووووووووووول)